الشهباء ــ إسراء قمري
ظهرت خلال السنوات السابقة والسنة الحالية مشكلة تستدعي التوقف عندها مطولاً فما إن تعلن نتائج الامتحانات حتى يسارع معظم الطلاب لتقديم طلبات الاعتراض على علاماتهم في أغلب المواد التي تقدموا فيها للامتحان وشعروا بأنهم يستحقون علامات أعلى من تلك التي حصلوا عليها سواء في الشهادة الإعدادية أو الثانوية.
واللافت للنظر أن معظم الطلبة، وبعد صدور نتيجة الاعتراضات، يحصلون على علامات تتراوح بين ١٠ إلى ٣٠ درجة، وهذا الرقم لا يمكن التهاون فيه مطلقاً، فدرجة واحدة تحول الطالب من راسب إلى ناجح، ومن ناجح إلى متفوق، وقد تحرمه من الدخول إلى كلية لطالما حلم بها.
علامات وأرقام لا يمكن التغاضي عنها لأنها قد تغير مصير ومستقبل طلبتنا، ومن غير المعقول أن يتقدم جميع الطلاب بالاعتراض وتصحيح درجاتهم، فأين تكمن المشكلة؟
أصابع الاتهام الأولى تشير إلى التصحيح وآلية العمل فيه والظروف القاسية التي يعيشها المصحح خلال فترة التصحيح، إذ يحشر المدرسون والمدرسات في غرف وقاعات غير مجهزة أصلاً لتلك المهمة، ولساعات طويلة تبدأ من الـ ٧ صباحاً إلى الـ ٤ أو ٥ عصراً، مع الضغط والالحاح على ضرورة الإسراع في إنجاز المهمة الموكلة إليهم بأقل مدة ممكنة.
إننا لا ننكر أنها مهمتهم السامية هي التي تدفعهم للتصبر على تلك الظروف، فهل يعقل للمدرس أن يبقى على وتيرة واحدة من العمل ويحقق نتائج سليمة خلال ساعات عشر متواصلة قد يتخللها نصف ساعة فقط للاستراحة، ضمن أجواء صيفية لاهبة وعدم توفير أجواء مريحة من تكييف إلى مرواح إلى مياه باردة؟! إن الخطأ وارد جداً في هذه الظروف القاهرة.
أما أصبع الاتهام الثاني فيدل على شعبة الامتحانات التي تتكدس أمام موظفيها القلة آلاف الدفاتر مع الإلحاح المتواصل على السرعة في إنجاز العمل وهم يحتاجون حتماً الى الدقة، لا إلى السرعة.
تلك مشكلة على طاولة من يهمه مصير طلبتنا ومستقبل وطن طالما صمد واندفع للتحصيل العلمي والنهوض بالمجتمع في أصعب الظروف وأحلك الليالي.
فهل يستحيل تأمين مراكز خاصة مكيفة ومعدة خصيصاً للأعمال الامتحانية؟ وهل يصعب إعداد كادر كاف في شعبة الامتحانات يستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الأوراق الامتحانية والعمل بدقة متناهية؟ فمصير آلاف من الطلبة بيدهم، والدقة والتركيز طلبنا، والضغط والالحاح على العمل بالسرعة القصوى هو وراء كل الأخطاء الواقعة على طلبتنا.

اعتراضات الطلاب.. أصابع الاتهام تشير إلى التصحيح ودائرة الامتحانات!!
-
التالى
ماذا غيرت اللجنة الوزارية في طبيعة العمل الخططي والتنفيذي؟ التوجه نحو إعادة عجلة الإنتاج للقطاع الحكومي و5 مليارات لتنظيم السكن العشوائي عودة الكهرباء لمناطق عدة في الريفين الشرقي والغربي وإرواء المزيد من قرى ومناطق الريف عرنوس: إنجاز المشاريع بشكل أفضل والإسراع بإبرام العقود مخلوف: نعمل على دعم الموارد المحلية جذبة: إعادة تأهيل القطاع العام الإنتاجي أولوية