سماحة الشيخ الدكتور محمود عكام
مفتي حلب
مصطلحات تأسيسية: الحق – العدل
الحق: مصلحة يحميها القانون.. مصلحة مقررّة شرعاً، وهو نوعان:
الحق العيني: السلطة المباشرة للشخص على شيء معين دون وساطة من أحد.
الحق الشخصي: رابطة قانونية تقوم بين شخصين يخّول القانون عامة أحَدهما مطالبة الآخر بعمل ما، أو الكف عن عمل ما، أو إعطاء شيء معين.
العدل: إعطاء كلِّ ذي حق حقّه، أو استعمال الأمور في مواضعها وأوقاتها ووجوهها ومقاديرها. ومن العدل العدالة، وهي ملكة تحمل صاحبها على ممارسة العدل، عامة وخاصة.
التطرف: إعطاء طرف دون طرف كل الحقوق، وسلبها من طرف أو أطراف أخرى.
فالقاضي يُدعى متطرفاً إنْ هو انحاز إلى طرف دون الآخر لهجةً ونداءً ومكاناً. قال صلى الله عليه وسلم: “إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضيّن حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء”. وقال: “من ابتلي بالقضاء بين الناس فليعدِل بينهم في لحظهِ وإشارته ومقعده، ولا يرفعنّ صوته على أحد الخصمين ما لا يرفعه عن الآخر”.
والطالب يتطرف إن هو أولى مادة كل الأهمية، على حساب غيرها من الفرائض، متطرّف. “أصلي وأرقد وأصوم وأفطر وأتزوج النساء”.. هكذا قال سيد الناس محمد صلى الله عليه وسلم.
والوالد الذي يفضل ولداً على سائر الأولاد، معاملة وعطاءً، متطرف.
والفقيه الذي يُوالي إماماً في الفقه ويسقط منْ سواه من الاعتبار متطرّف.
ومواجهة التطرف بالاعتدال “بذل الجهد، بل غاية الجهد، في تطبيق العدل”، “إعطاء كل ذي حق حقّه” معرفة وبالعدالة ممارسةً. قال صلى الله عليه وسلم: “لا يكن أحدكم إمَّعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإنْ أساؤوا أسأت ولكن وطِّنوا أنفسكم إنْ احسن الناس أَنْ تحسنوا وإنْ أساؤوا فلا تظلموا”.
أفظع التطرف ما صدر عن ذي سلطة دينية – سياسية – اقتصادية.
والمبالغة تطرف وزيادة، والتطرف في النهاية نتيجته إرهاب,, فلنحذر ولنفكر.