د. عصام الشهابي
أستاذ مساعد في كلية الحقوق ــ جامعة حلب
العمل عبادة بالمعنى العام، حضت عليه الشرائع السماوية إلى درجة عُدَّ ضرباً من الجهاد في سبيل الله، إذا تمحض القصد منه حفظ ماء الوجه على الأقل، والاستغناء عن مذلة استجداء الناس.
وبناء على ذلك، عاقب المشرع الجزائي بالحبس مع التشغيل من شهر إلى ستة أشهر على الأكثر:
1 – مَنْ كانت له موارد، أو كان يستطيع الحصول على موارد بالعمل، واستجدى لمنفعته الخاصة الإحسان العام في أي مكان كان، إما صراحة أو تحت ستار أعمال تجارية.
2 – مَنْ أصبح بسبب كسله أو إدمانه السكر أو المقامرة مجبراً على استجداء المعونة العامة أو الإحسان من الناس.
3 – مَنْ غادر مؤسسة خيرية تُعنى به وتعاطى التسول، ولو كان عاجزاً.
ويعاقب بالحبس مع التشغيل من ستة أشهر إلى سنتين، فضلاً عن وضعه في دار للتشغيل، إذا كان غير عاجز، وبالحبس البسيط المدة نفسها إذا كان عاجزاً، المتسولُ الذي يستجدي في أحد الظروف الآتية:
1- بالتهديد أو أعمال الشدة.
2- حاملاً شهادة فقر حال كاذبة.
3- متظاهراً بجروح أو عاهات.
4- متنكراً على أي شكل كان.
5- مصطحباً ولداً غير ولده، أو أحد فروعه ممن هو دون السابعة من العمر.
6- حاملاً أسلحة وأدوات خاصة باقتراف الجنايات والجنح.
7- في حالة الاجتماع، ما لم يكن الزوج وزوجته، أو العاجز وقائده.
نخلص إلى أن التسول ظاهرة اجتماعية مرضية تحتاج إلى تضافر الجهود في علاجها، والقضاء على أسبابها، وبذل أقصى ما يمكن في تكريس ثقافة العمل والعطاء بين أفراد المجتمع، لاسيما جيل الشباب منهم.
