الشهباء – محمود جنيد
“إذا مافي سلة بحلب.. مافي سلة بسورية”.. هكذا بدأ رئيس اتحاد كرة السلة جلال نقرش لقاءه الحواري المفتوح مع الأسرة السلوية الحلبية على أرضها “صالة الأسد الرياضية بحلب”، فكانت تسديدة صائبة من نقطة الرمية الحرة، وباللكنة العاميِّة التي لا تحتاج إلى شرح أو توضيح.. هي ببساطة الحقيقة الدامغة التي يعيها الجميع.
وتابع رئيس السلة سرده الحر “أول ذا واي”، مشيرا إلى الدور الايجابي للسلة الحلبية رغم ظروف الأزمة والحصار التي ألمت بها، حيث لعبت دور الممول للأندية بصفوة اللاعبين، ولم تتخلف عن المشاركة بالبطولات والاستحقاقات، وشكر إزاء ذلك جميع الأندية الحلبية واللاعبين والقيمين، والأهالي اللذين غامروا بالسماح لأولادهم بالمشاركة في البطولات المحلية والمركزية إيمانا منهم بدور الرياضة واحتراما لها ومساهمة بإنعاش واستمرارية الحراك الرياضي الذي هزم الإرهاب شر هزيمة، وبالنقاط العالية “دبل سكور” في لعبة التحدي والوجود.
واستطرد النقرش في توصيفه للحالة الإيجابية للسلة الحلبية، بالإشارة إلى اعتماد فريق الاتحاد على عشرة لاعبين في مرحلة البلاي أوف التي تصدر إيابها الذي أقيم في حلب بجدارة، وبعد الفوز على الجميع تباعا: اليرموك فالجيش فالوحدة، بينما اعتمدت فرق العاصمة على ستة لاعبين على الأغلب بينهم من الأساسيين من تجاوز سن الثلاثين، كما أضاء رئيس اتحاد الكرة البرتقالية على النجاحات التي حققتها فرق أندية اليرموك في فئة الرجال، والعروبة في فئة الناشئات، والحرية في فئة الشباب، رغم فارق الإمكانات الكبير بينها وبين أندية العاصمة، كما تطرق في مقارنته إلى التمثيل الكبير للاعبي فرق الأندية الحلبية (7 لاعبين في منتخب تحت 15 سنة) رغم الظروف القاهرة التي مرت بها حلب، بينما لم يتم ضم سوى لاعب واحد من لاعبي أندية دمشق المستقرة!
لغة التحريض
وبين رئيس اتحاد السلة بأن ماوصفه بلغة التحريض من قبل البعض، والمتقاذفة ككرات البينغ بونغ، ضد اتحاده، ووصمِه بالتعاطف مع السلة الحلبية ضد الدمشقية والعكس بالعكس، هو ما صعب مهمة العودة إلى حلب، وأوضح أن اتحاده حاول مسك العصا من المنتصف، وإنصاف الجميع في ظل مرحلة صعبة وحساسة، والعمل ضمن الإمكانات والظروف للخروج بأفضل صورة ممكنة وبأقل الخسائر، ونفى أن يكون لاتحاد كرة السلة أي دور بانتقاء اللاعبين للمنتخبات الوطنية، مضيفا أن هذا قرار فني بحت، وبيد الكادر التدريبي وحده، وأشهد المدرب الوطني علاء جوخ هجي على قوله، وشدد على أن الحملة على اتحاده سببها حرصه على وضع النقاط على الحروف وفقا لعهد قطعه على نفسه ومبادئ لا يحيد عنها.
أولويات وتوجهات
وحدد رأس الهرم السلوي السوري أولويات عمل اتحاد السلة بالتوجه نحو خلق جيل جديد من اللاعبين كركائز لمستقبل السلة السورية، دون تجاهل الحدود الدنيا للمستويات الفنية المطلوبة وهي صمامات أمان المرحلة الحالية، وأشار نقرش إلى أن هذه الرؤية (خمسة إلى ستة لاعبين تحت 24 سنة مقابل ستة فوق 25 عاما) لا تتوافق مع مصالح أندية المقدمة في حلب ودمشق وسعيها اللاهث – وبأي ثمن – لتحقيق البطولات وما يرافق ذلك من حساسية وصدامات تجاوزت حدود المعقول والمسموح، والتي ستتم معالجتها برفع سقف العقوبات المادية.
ماذا فعل الاتحاد؟
“نحن نفكر بمستقبل أفضل للسلة السورية، ولكن ماذا فعلنا كاتحاد في المرحلة السابقة؟”، يسأل جلال نقرش ليجيب بالإشارة إلى أن منتخبنا الوطني الأول نجح في البقاء ضمن قائمة أفضل عشرة منتخبات آسيوية، وهو بالنظر إلى تاريخ السلة السورية – التي وصلت يوما ما إلى المركز الرابع – ليس بالإنجاز إلا أن جوهره هنا هو المحافظة على التواجد في الزون A للأندية الآسيوية رغم ظروف الحرب والحصار والإمكانات بالمقارنة مع منتخبات دول أنفقت أضعافا مضاعفة على سلتها ومنتخباتها، وأشار نقرش في رده على منتقدي عمل اتحاده إلى أن نتائج الأندية المحلية التي تعتمد على معدلات أعمار عالية من اللاعبين ليست بأفضل من نتائج المنتخبات الوطنية، وتابع مؤكدا بأننا سنكون أفضل في المستقبل مع تضامن وتكاتف أسرة السلة السورية بجميع مفاصلها ومع دخول الأندية في معادلة التطوير والنهوض، وأشار إلى أن لدينا منتخب وطني تحت 18 سنة بين فرق المقدمة آسيويا، وهناك رديف له ويعد بمستقبل مشرق.
مقارنة مشروطة
وحول المقارنة مع منتخبات الجوار من أقراننا العرب (لبنان والأردن) التي سبقتنا أشواطا ومراحل، فيما نحن نراوح بلا أفق واضح للمستقبل، اعتبر النقرش أن مبدأ المقارنة لتحديد المستوى والتطلع للحاق بركب المتقدمين ضروري، ولكن لا ينبغي إغفال التباين في الظروف والمقومات والإمكانات العامة، وأردف بالقول أنه ليس لدى اتحاد السلة عصا سحرية لتجاوز حدود الإمكانات والقفز فوق حواجز الظروف والواقع القائم، ولفت إلى أن اتحاد السلة ليس لديه ميزانية خاصة (لا يملك المال) لتوفير الظروف النوعية لتحضير وإعداد المنتخبات والصرف بما يتلاءم مع متطلبات الارتقاء وتحقيق التطلعات، فهو تابع ماليا للمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام “آمر الصرف”، ونفى أن تكون واقعيته مبنية على التشاؤم بل الشفافية والمصداقية دون بهرجة خادعة أو كذب على الرأي العام.
حرمان المنتخبات الناعمة
وفيما يتعلق بتقوقع السلة الأنثوية ومنتخباتها رغم وجود جيل استثنائي رائع من اللاعبات، بين النقرش أن المنفذ الوحيد للمشاركات الخارجية بالنسبة لمنتخباتنا الوطنية كان عبر المشاركة في البطولات العربية، وفي عدة فئات، وهو ما حرمنا منه لأسباب سياسية، بينما المشاركة في البطولات التي تنظم في شرق آسيا تحتاج إلى إنفاق كبير غير متاح لتكون الأندية هي المستفيد الوحيد والأكبر من جيل المواهب الاستثنائية الموجود من اللاعبات.
تجديد دماء
أما الإجراءات التي يعتزم الاتحاد العربي السوري لكرة السلة تطبيقها للنهوض بواقع السلة السورية ونقلها إلى مستوى أفضل، فهي – حسب رئيسه – التوجه للفئات العمرية والبناء بها وعليها والتشديد على الأندية في مسألة الاهتمام باللاعبين الصاعدين وإعطائهم فرصة المشاركة في فرق الرجال بتحديد الأعداد الواجب تواجدها في القوائم، حيث يتضح ومن سياسة الأندية ارتفاع معدل أعمار اللاعبين الذين يأخذ من هرم منهم فرصة اللاعبين الصاعدين. وكشف نقرش أن المرحلة القادمة ستشهد ضم ستة من المواهب الصاعدة للمنتخب الوطني الأول كبدلاء للاعبين الذين انتهت صلاحيتهم، وأشار إلى أن النجم المخضرم ميشيل معدنلي الذي مايزال وهو في حيطان الأربعين يسجل معدلا عاليا من النقاط سيستمر مع المنتخب حتى شباط القادم.
فريق الانتقاء
وردا على سؤال “الشهباء” حول رؤية اتحاد السلة بالنسبة لخلق وتوفير وتأهيل العنصر الأهم في لعبة كرة السلة، وهو “اللاعب الطويل القامة”، دمج نقرش إجابتين في واحدة، حيث بين أن هناك توجها خاصا لدعم وجود هذا العنصر الهام في المنتخبات التي يشرف عليها المدرب الصربي ماتيتش، إلى جانب مهمته في تدريب منتخب الرجال، ومطالبته بالبحث والتنقيب عن هذا العنصر وتأمينه بصورة أولوية واضحة مع الاستثناء للاعب القصير القامة العالي الموهبة، حيث سيكون إلى جانب المدرب الأجنبي فريق يتألف من خبيرين في مجال اللعبة ومدرب المنتخب مهمتهم انتقاء الأفضل والأكفأ لتمثيل المنتخبات الوطنية بعدالة ودون تمييز.
آخر من يعلم!
وتحدث رئيس اتحاد السلة عن موضوعية اعتراض نادي الوحدة بسبب ما وصفه عدم جاهزية صالة الأسد بصورة مثالية لاستقبال المباريات لعدم توفر ساعات 24 ثانية، ووضع المسؤولية على اللجنة التنفيذية بحلب، وهنا كان لا بد من تدخلنا حيث كان نائب رئيس اتحاد السلة، د. دانيال ذو الكفل، قد بين لنا، قبل انطلاق منافسات مرحلة إياب البلاي أوف بحلب، أن هناك لجنة مكلفة من قبل اتحاد السلة قامت بالتأكد من جاهزية الصالة وأعطت المواقفة على إقامة المباريات، ليعود النقرش ويطلب من رئيس التنفيذية الحلبية، عدنان العاني، تأمين ساعات 24 ثانية، مبديا استعداده للمساعدة في ذلك. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان رئيس اتحاد السلة آخر من يعلم بلجنة الكشف على صالة الأسد، أم أن اللجنة كشفت على صالة أخرى؟!
كما تدين تدان
تعاطي جمهور الوحدة مع فريق الاتحاد، خلال مواجهات الفريقين في العاصمة، كان عامل ضغط على البرتقالي في مواجهات البلاي أوف بحلب. وكما تدين تدان، كانت هذه وجهة نظر رئيس اتحاد كرة السلة حول شكوى كادر فريق الوحدة من تعامل جمهور الاتحاد مع الفريق داخل وخارج الصالة. أما الإجراءات التي ستتخذ لايقاف تلك المهازل والحرب المشتعلة بين جماهير ناديي الاتحاد والوحدة في المدرجات ومواقع التواصل الاجتماعي، على طريقة حرب داحس والغبراء، والتي لم تعد مقبولة بأي شكل من الأشكال، فقد بين رئيس اتحاد السلة أن العقوبات المسلكية ستستبدل بالمالية، ولكن بمبالغ كبيرة، حتى يعيد حساباته من كان يفكر بمبدأ بأن “ديِّة” الشتيمة والخروج عن النص بمتناول اليد ومن طرف الجيبة.
دار للعجزة!
المدربة ريم صباغ طرحت موضوعا غاية في الأهمية والحساسية ويحتاج إلى وقفة جادة وصارمة، وهو تعاطي اللاعبين الكبار في السن للمنشطات لمجاراة أقرانهم الأصغر سنا في المباريات، حيث أكدت صباغ – وعلى مسؤوليتها – أن هناك ما لا يقل عن عشرة لاعبين من “العواجيز” يتناولون المنشطات، وأشارت إلى خطورة الموضوع وتأثيره على اللعبة والمنتخبات الوطنية، وطالبت بإيجاد حل لهذه الظاهرة القديمة الجديدة، حيث بدأت قبل الأزمة، منذ قرابة عقد مضى، وعادت من جديد، وطالبت صباغ بوضع حد لمشكلة اللاعبين الكبار في السن الذين يسلبون اللاعبين الموهوبين الصاعدين فرصتهم وأدوارهم، ويحيلون السلة السورية إلى دار للعجزة!
فاست بريك
في هذه الفقرة نسرد إجابات رئيس اتحاد السلة على مداخلات وتساؤلات أسرة السلة الحلبية:
– مؤتمر اتحاد السلة سيعقد في 15 آب القادم، ومخرجاته ستحسم موضوع تصنيف الأندية.
– ورشات عمل اللجان قبل المؤتمر، وعلى رأسها لجنة المسابقات، يعول عليها لوضع روزنامة واضحة ومتوازنة للمسابقات المحلية.
– بدءا من الموسم القادم سيتم السماح للأندية بالاستعانة بلاعب أجنبي واحد في صفوف كل فريق.
– توحيد معايير آلية صياغة التقارير من قبل مراقبي المباريات، والتشدد بتطبيق القانون، سيلغي التباين والإزدواجية في التعاطي مع المخالفات ويحقق العدالة.
– فريق اليرموك ظلم تحكيميا في لقاء ذهاب البلاي أوف مع الوحدة، والعقوبات المقترحة بحقه في لقاء الإياب سيتم النظر فيها بعد تقديم التماس.
– اللاعب يحتاج إلى 500 مباراة ليصل إلى مرحلة النضج في عمر 20 سنة، بينما عدد المباريات التي يخوضها لاعبونا لا يتجاوز الـ 50 مباراة، فكيف تتطور سلتنا؟! ستتم معالجة ذلك!