الشهباء – أيهم ناعسة
تواصل مديرية الصحة حملة الرش الخاصة بمكافحة ذبابة الرمل الناقل لمرض اللايشمانيا والتي انطلقت في الأول من حزيران الماضي وتستمر حتى نهاية أيلول القادم، وتتركز الحملة خلال أشهر الصيف حين ظهور العامل الناقل الذي يبلغ عنه فريق التقصي الحشري.
وتظهر البيانات الصادرة عن مركز مكافحة اللايشمانيا أن الحملة استهدفت خلال شهر حزيران الفائت 13 من أحياء المدينة و44 قرية في الريف، وبلغ عدد المنازل التي تم رشها خلال الشهر نفسه 6840 منزلا في المدينة و4951 منزلا في الريف، وهناك في المدينة 988 منزلا رفض أصحابها رشها و1595 منزلا لم يوجد بها أحد، وفي الريف 123 منزلا رفض أصحابها رشها و53 منزلا لم يوجد بها أحد.
ويوضح الدكتور زياد حاج طه مدير صحة حلب إن خطة العمل الشاملة في مركز مكافحة اللايشمانيا تتضمن كسر حلقة العدوى من خلال محورين أساسيين ومتكاملين: الأول، معالجة الشخص المصاب باعتباره الخازن الرئيسي للعدوى من خلال متابعة عمل أقسام اللايشمانيا في المراكز الصحية البالغ عددها 31 مركزا بواقع 16 مركزا في المدينة و15 مركزا في الريف، إضافة إلى وجود 13 نقطة صحية موزعة بين المدينة والريف وتقدم خدمة علاج اللايشمانيا، إلى جانب تنفيذ حملات الكشف عن المصابين بين طلاب المدارس نظرا لأن أغلب الإصابات باللايشمانيا الجلدية هم من فئة الأعمار بين 6 و12 سنة؛ أما المحور الثاني فهو القضاء على العامل الناقل من خلال تنفيذ حملات رش المبيدات، حيث تضم “خطة صيف 2018” في المدينة 22 حيا ومعظم قرى ريف المحافظة، وراعت الخطة تدبير الإصابات الجديدة في حال ظهورها، وهناك خطوة توزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد الحشري، وسيتم في أقل من شهر توزيع دفعة جديدة عددها 50 ألف ناموسية على المصابين في المراكز وكذلك على الأحياء والقرى التي تنتشر فيها الإصابات.
من جانبه أوضح الدكتور جهاد بعيج رئيس دائرة برامج الصحة العامة إن مكافحة اللايشمانيا ليست نتاج عمل جهة واحدة فقط بل هي نتاج عمل جماعي متكامل، لذلك من المطلوب تعزيز سبل التعاون والتنسيق والمتابعة مع كافة الجهات ذات العلاقة لاسيما مجلس المدينة والصرف الصحي ومديرية التربية ووسائل الإعلام المحلية.. كما أن تعاون الأهالي في اتباع وسائل الوقاية الشخصية والنظافة العامة ومساعدة عُمال حملات الرش يلعب دورا هاما في بلوغ هدف القضاء على الطفيلي المسبب للمرض؛ ومن هنا يجب التركيز على ضرورة تحسين الواقع البيئي بترحيل الأتربة والأنقاض ومخلفات الحرب والقمامة وتغطية الصرف الصحي المكشوف وردم المستنقعات والحفر المائية وغيرها من العوامل والأسباب التي تساعد على تكاثر وانتشار الذبابة.
ونوه الدكتور بعيج إلى أن المركز يقدم خدمة التحليل والتشخيص وعلاج الآفة باستخدام ثلاثة أصناف دوائية، وهي “غلوغانتيم” يستعمل لكافة الإصابات، و”بنتوستام” يستعمل للآفات الناكسة والمزمنة، و”الأزوت السائل” – الكي – ويستعمل للآفات المعندة.
ويشير الدكتور بسام شقو رئيس مركز مكافحة اللايشمانيا إلى أن عدد الإصابات المسجلة حتى نهاية شهر أيار بلغت 100،16 إصابة، وتظهر المعطيات أن 65 % من هذه الإصابات تتركز ضمن الأحياء التي تم تحريرها مؤخرا، وعدد الخدمات التي قدمها المركز عن نفس الفترة سجلت 570،33 خدمة.
وبما يخص الجانب الوقائي والرسائل الإرشادية التي ينبغي إيصالها للمواطنين، أوضح الدكتور شقو أنه حتى الآن لا يوجد لقاح يمنع حدوث إصابة اللايشمانيا، وهذا ما يبرز الدور المحوري للوقاية في تخفيض نسب الإصابة؛ ومن الرسائل الهامة في هذا المضمار أن أي شخص ظهرت عنده حبة ولم تشف بالمراهم مدة تزيد عن 3 أسابيع، عليه فورا مراجعة مركز مكافحة اللايشمانيا لإجراء التحليل والتشخيص ومتابعة علاجه في حال ثبتت الإصابة، وكذلك التعاون مع عمال حملة الرش وتسهيل دخولهم المنازل لرشها، وتغطية الحبة ليلا لتفادي وصول الذبابة إليها، بالتالي نقل الإصابة إلى إنسان سليم، وتشديد الاهتمام بوسائل الوقاية الشخصية، واستعمال المنفرات الحشرية، وتربية الماشية والحيوانات بعيدا عن التجمعات السكانية، وضرورة التأكيد على الأهمية البالغة للتوعية والتثقيف الصحي في المراكز والمدارس والجامعات وعبر وسائل الإعلام والتواصل حول مفهوم المرض، وأسباب انتشاره، وطرق الوقاية الشخصية والمجتمعية، وكيفية التعامل معه ومعالجته.
يذكر أن حبة اللايشمانيا تعتبر من الأمراض الطفيلية، والعامل الناقل هو أنثى ذبابة الرمل التي تتنقل بالقفزات دون أن يصدر عنها أي صوت، وهي تنشط خلال فصل الصيف وليلا فقط. وهذه الحشرة منتشرة في الريف والمدينة حيث تعد الأماكن الرطبة والهادئة والمهجورة البيئة المثالية لتواجدها وتكاثرها، ولعل فترة حضانتها الطويلة بعد أن تلدغ، والتي تمتد بين 3 – 6 أشهر، تشكل صعوبة في مكافحتها. ومن هنا يعول على الجانب الوقائي في مكافحة هذه الآفة وتقليل مساحة البيئة الملائمة لها، ولكن عند الإصابة يتوجب الإسراع في مراجعة المراكز وتلقي الخدمات والمعالجة اللازمة.